إسهامات

تيخوباي ن تمجيدا:

للمسجد أوقاف كثيرة، أغلبها من النخيل، تجنى ثمارها في موسم الخريف، ثم تتولى النساء تصفية التمر الجيد من الفاسد، وينشر التمر على سطح المسجد للتجفيف، ثم يخزن مع ما يتبرع به المحسنون في خوابي المسجد، التي يبلغ عمقها تقريبا 1.80م وقطرها 1.50م، وعددها 10 خوابي.

يجمع المسجد حوالي 1000 قنطار سنويا يخزن جزء منه ويباع الباقي لتغطية مصاريف المسجد، والخوابي موجودة في حجرات واسعة نظيفة، تسع عشرات القناطير من التمر الذي هو وقف لعمار المسجد، يوزع عليهم دائما قبل الفجر وبعده، وإثر كل ختمة للقرآن الكريم، وعلى المصلين وقراء القرآن بين الصلوات في مجالس تلاوة القرآن ليلة الجمعة. وهذه الخوابي قد قسم تمرها، على الصدقات اليومية، والأسبوعية والسنوية، بين نصيب لحلقة العزابة، ونصيب لإيروان، ونصيب للمحاضر، ونصيب لمجالس القرآن، ونصيب للعامة المصلين.

تيخوباي لتخزين التمر الخاص:

يبيع الفلاح المزابي الكثير من إنتاج تموره في السوق، ثم يخزن جزءا هاما منه في الخوابي الموجودة في البيوت، ليؤمن بها قوته وقوت عياله لشهور، بل لسنوات قد يكون منها السنوات العجاف، والخوابي في سنوات الخصب تكون ممتلئة، حيث يبقى التمر مخزنا فيها عشرين عاما محتفظا بجودته لا يفسد، وإنما يكون عسلا في الخابية، وقد زادت حلاوته واحمر لونه، وكان المزابيون يبنون الخوابي العميقة في ديارهم، بالجبس والجير، ويطلونها بالرُّب (بضم الراء) وهو محلول من عصير التمر يغلى في الماء حتى يصير عسلا ثم تُطلى بها الخابية فتنعدم شقوقها وما يمكن أن تتسرب منه رطوبة أو هواء، فيمنع بذلك تكون الدود والحشرات وتسمى هذه العملية الدورية في كل سنة (تربيب الخابية)، فيملؤونها بالتمر ويغطونها، وخوابي مزاب واسعة وعميقة كالبئر القصيرة، منها ما يحمل خمسين قنطارا وأكثر، وفي كل دار عدة خوابي على حسب غناها، تملا في سنوات الخصب، فيأكلون منها الأعوام الكثيرة، ثم يستخرج منها التمر يسيل عسلا، ومن أكل منها لا يحتاج إلى غذاء آخر.

-بتصرف-

المصدر: كتاب القرارة من دخول الاستعمار الفرنسي إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى، صالح بن عبد الله أبو بكر، ص 67-68، ص 484-485.

شاركنا بتعليقك