الأوقاف في مزاب نوعان من حيث حقيقتها. النوع الأول وقف مؤبد لوجه الله، لأصل من الأصول، مثل أرض أو منزل أو بستان أو نخلة أو مرحاض أو جابية أو بئر، بحيث لا يجوز بيعه أو هبته أو إرثه، أو منتقل من المنتقلات، مثل القدور والمكاييل والكتب.
النوع الثاني يسمى تنوبا (جمعها تِنُوبَاوِينْ)، لا يمنع التصرف في الأصل ببيع أو هبة أو إرث، ولكنه يشترط على المالك أن يدفع إلى جهة معينة، بصفة مؤبدة، كمية معينة من المواد الغذائية، أو مواد الإنارة، أو أن يقوم بخدمات معينة للصالح العام.
الهدف من كل هذه الأوقاف هو خدمة الصالح العام، ومساعدة الفقراء وتشجيع المتعلمين، وخاصة منهم حفظة القرآن.
من جهة ثانية فإن لتنفيذ هذه الأوقاف طريقتين. هناك عدد من الأوقاف ينفذها العامة مباشرة، كتوزيع ماء الشرب في بعض الديار، وإنارة الطرقات، وتوزيع بعض المواد الغذائية، وصيانة آبار البلدة وتجهيزها، وصيانة سواقي الغدير في الواحة.
الطريق الثاني هو تقييد الوقف بالمسجد، فيتولى الوكيل أو الوكيلان في حلقة العزابة تنفيذه في المسجد، أو في محاضر تعليم الصبيان التابعة للمسجد، أو في المقابر، أو في أماكن خاصة أخرى. ما ينفذ في المسجد يكون في صيانته وتأثيثه وإنارته وإحضار ماء الشرب وماء الميضأة، وبتوزيع الصدقات على الطلبة والعامة من عمار المسجد، في أوقات معينة من اليوم والليلة، وفي أيام معلومة من السنة.
المصدر: كتاب تاريخ بني مزاب يوسف بن بكير الحاج سعيد، ص 173-174
شاركنا بتعليقك