إسهامات

لقد خلق الله تعالى جميع المخلوقات في الكون ناقصةً ولم يجعل الكمال إلّا له سبحانه وتعالى، والإنسان هو مخلوق من هاته المخلوقات التي خلقها سبحانه وتعالى، ولذلك فإنّ من صفات الإنسان الخطأ والانحراف عن الطريق المستقيم الذي جعله الله تعالى والذي يوصل إلى جناته، ويكون هذا الانحراف عن طريق اقتراف الإنسان للمعاصي والذنوب.

وبما أنّ الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الإنسان فإنّه يعلم سبحانه أنّه لا يوجد بشرٌ معصومٌ عن الخطأ، ولذلك جعل الله للإنسان التوبة والتي تعيد الإنسان إلى الطريق المستقيم، فتنقل الإنسان من المعصية إلى الطاعة، ومن سخط الله إلى رضاه، ومن ناره إلى جنته.

طريقة التوبة من المعاصي

التوبة هي أن يعود الإنسان إلى الله تعالى ويترك ما سواه من المعاصي والذنوب التي كان يقترفها، وهي مقيّدةٌ ببعض الشروط كما وضح العلماء لكي لا تكون وسيلةً للتسلية في يدّ العصاة.

فالتوبة يجب أن تكون لوجه الله تعالى كما في كلّ الأعمال التي يقوم بها الإنسان، فلا يتوب الإنسان خوفاً من عقاب البشر بل عليه أن يتوب خوفاً من عقاب ربّ البشر وطمعاً في رضاه ورحمته. وعلى التائب أيضاً أن يكون نادماً على فعله وألّا يعود إليه بكلّ طاقته ويبتعد عنه، فلا تكون التوبة كاللعبة فيتوب الإنسان في النهار ويعود في الليل.. وعلى التائب أن يعيد الحقوق إلى أصحابها وأن يستسمح من البشر قبل الله تعالى في حال قدرته على فعل ذلك من دون القيام بفتنة أو ضغينةٍ بين البشر.

إنّ الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الإنسان وهو أعلم به من كلّ المخلوقات حتى من نفسه، ولهذا يعلم الله تعالى مدى صعوبة الخروج من الذنب وخاصةً في حال انغماس العاصي بهذا الذنب، ولذلك لم يجعل التوبة فقط كفاصلٍ بين المعصية والطاعة، بل هي نقطة تحويلٍ جذريٍّ في حياة الإنسان ولها من الأجر ما لا يمكن لبشر فعله، فإنّ أول ما يحصل للتائب هو غفران ذنبه بأكمله فعندما يتوب الإنسان عن ذنبٍ اقترفه، يكون كمن لم يقترف هذا الذنب قط، وهنالك ما هو أكبر من ذلك أيضاً وهو ما يريك عظمة الله سبحانه وتعالى ورحمته التي تتسع لكلّ شيء، فيقول الله تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾، فبهذه الآية يبين الله تعالى أنّ من يتوب من المعصية يكون حبيب الرحمن، ومن أعظم ممّن يكون حبيب الله؟! فمن كان على معصيةٍ فعليه أن يسارع إلى التوبة إلى الله تعالى قبل فوات الأوان، فباب التوبة مفتوحٌ للإنسان إلى أن تصل الروح إلى الحلقوم، وعلى من كان عاصياً لله تعالى أن ينتبه لأمرٍ في غاية الخطورة والأهمية وهي أنّ لا يفرح الإنسان بذنبه ولا يجاهر به مهما فعل، لإنّ المجاهرة بالمعصية والفرح بها أمرٌ في غاية الخطورة فيزيد هذا من انغماس الإنسان بالذنب وابتعاده عن باب التوبة وانغلاقه في وجهه، فكما قال رسول الله ﷺ  في الحديث الشريف:" كلّ أمتي معافى إلّا المجاهرون".
-بتصرف-

المصدر: موقع موضوع . كوم

شاركنا بتعليقك