إسهامات

تعتبر المدرسة المنزل الثاني للطفل، حيث يتلقى الطفل الأسس التربوية لنمو سليم ومتوازن، ويقضي فيها الوقت الأكبر من النهار، يدرس ويلعب ويتواصل مع من حوله، ومن هنا علينا توفير البيئة الصحية للأطفال في مدارسهم، كي يحظوا بالراحة النفسية والاستقرار، إضافة إلى تكوين الشخصية المتوازنة.. لكن قد يفاجئنا الطفل بأنه يكره المدرسة ولم يعد لديه الدافع للتعلم، مما جعلنا نتساءل ما الأسباب التي أدت إلى النفور من المدرسة بعد أن كان في يومه الأول يتوق للذهاب إليها؟

من أهم أسباب كره الطفل للمدرسة

- أنها المكان الأول الذي ابتعد فيه الطفل عن أهله، وذلك عندما التحق برياض الأطفال، ليبتعد عن أهله ويواجه أشخاصاً آخرين، ونلاحظ ذلك بشكل واضح عند الأطفال المتعلقين بأحد الوالدين.

- يواجه الأطفال بعض التحديات والصعوبات في المدرسة، فهي بيئة جديدة فيها العديد من الأشخاص الجدد من بيئات مختلفة، مما قد يؤدي إلى شعور الطفل بالحيرة والتشتت.

- عدم قدرة الطفل على التكيف مع البيئة المدرسية من طاقم تربوي وزملاء، وطرق تعامل المعلمين، والمناهج الدراسية، والمواد التعليمية، والقوانين التي تفرضها المدرسة.

- عدم الإحساس بالأمان في الوسط المدرسي، نتيجة لخبرات سابقة سلبية.. قد يكون تعرض للتنمر أو الإساءة الجسدية أو الجنسية أو اللفظية أو أي نوع من الإساءات النفسية من قبل المعلمين أو الإداريين أو القائمين بالخدمة في المدرسة، أو حتى من زملائه الطلاب..

وفي موضع آخر جريدة الرياض ناقشت الموضوع مع بعض المختصين فقال أحدهم: يفتقد الطلاب البيئة الجاذبة في المدرسة، وبالتالي عدم الشعور بالانتماء إليها، وأنهم لا يجدون من يتعاطف معهم من المُعلمين، ويولونهم العناية والرعاية والاهتمام، مضيفاً أن أكثر الطلاب يكرهون المدرسة؛ لأنها لا تشبع حاجاتهم النفسية والاجتماعية بل لا تلبي طلباتهم، فكل شيء فيها ممنوع -حسب قوله-، مبيناً أن الطلاب يكرهون المدرسة التي لا تقيم وزناً للفروق الفردية بينهم، ولا يميز معلموها بين طلابهم، فالطلاب -في نظرهم- شريحة واحدة عليهم أن يجتهدوا وينجحوا!، مشيراً إلى أن الطالب أحياناً يكون سهراناً على الإنترنت أو الجوال إلى وقت متأخر من الليل، والمدرسة تتطلب منه الحضور مبكراً، وأهله يجبرونه على الذهاب للمدرسة وهو لم يقم بواجباته المدرسية ولم يستذكر دروسه، فيخاف من عقاب المعلم، لذا فهو يكره الذهاب للمدرسة.

وأضاف: يكره الطالب المدرسة التي لا توجد فيها ملاعب رياضية ولا أماكن للترفيه ولا أنشطة تنمي مهاراته وتشبع رغباته، ويكره الطلاب المدرسة المكتظة بأعداد هائلة من الطلاب؛ لأن الطالب يضيع بينهم ولا يلقى الرعاية والاهتمام الكافي من مُعلميه، بل إن مدرسة كهذه تكثر فيها المشكلات السلوكية التي تشغل المدرسين والإدارة عن واجباتهم الرئيسة، كما أنه أحيانا الطالب يكره المدرسة بسبب زملائه الذين يضايقونه ويسببون له المشكلات؛ إما لضعف شخصية الطالب، أو عدم ثقته بنفسه، أو وجود إعاقة لدى الطالب تجعل زملاءه يسخرون منه.. انتهى كلامه.

ويبقى على الأسرة التي تجد صعوبة في إقناع أبنائها بالذهاب إلى مدارسهم، أن تقف على الأسباب، وعلاجها، حتى تضمن أن تجد ما يساعدهم على تحصيل العلم، والإبداع، وإظهار ما يملكونه من موهبة أو مهارة، ليعود ذلك إيجاباً على الوطن، من خلال توفير تربية تعنى بالتحصيل كما تعنى أكثر على شخصية المستقبل.

-بتصرف-

المصادر:

      - موقع حِلّوها

      - موقع جريدة الرياض

شاركنا بتعليقك