إسهامات

لماذا نتعلم؟

إن المؤمن الصادق والمسلم الموفق يطلب العلم لغاية واحدة وهدف محدد ألا وهو نيل رضا الله جلّ وعلا لأن الله عز وجل أمره بالعلم ودعاه إلى تحصيله ورغَّبه في نيله ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ  خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ  اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَم العلق: 1-3، فهو يتعلم لأن ربَّه وخالقه وسيِّده ومولاه أمره بالعلم ورغَّبه فيه وحثَّه على الاستزادة منه قال الله جلّ وعلا مخاطبا نبيه ﷺ ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا طه: 114، فالمسلم يتعلم لينال بتعلمه رضا الله ولينال بالعلم الفلاح والسعادة والرفعة في الدنيا والآخرة فإن ذلك منوط بالعلم النافع الصحيح المتلقى من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه ﷺ، المسلم الموَفَّقُ عباد الله يتعلم اقتداءً بإمام العلماء وقدوة الخلق عليه الصلاة والسلام الذي امتثل أمر ربه في طلب العلم وتحصيله ودعا أمَّته إلى العلم ورغَّبها فيه.

ماذا نتعلم؟

إن خير العلوم وأكملَها وأتمَّها وأزكاها وأطيبها علوم الشريعة علم قال الله قال رسول ﷺ فإن هذا أزكى العلم على الإطلاق وأطيبه وأنفعه والآيات والأحاديث التي فيها تفضيل العلم ومدح العلماء والثناء عليهم المراد بالعلم فيها هذا العلم علم كتاب الله وسنة رسوله ﷺ علم الغاية التي خُلق العبد لأجلها وأوجد لتحقيقها علم التوحيد والعقائد الدينية الصحيحة وعلم أركان الإسلام ومباني الدين وعلم الحلال والحرام فهذا أزكى علم وأطيبه على الإطلاق ومن هذا العلم ما لا يُعذر أحد بجهله يجب على كل مسلم أن يتعلمه وأن يعيه وذلك ما لا يتم الواجب إلا به: كيف تصلي، وكيف تصوم، وكيف تعبد الله، وكيف تبتعد عن الشرك وتُخلِصُ العبادة لله، وكيف تبيع بيعا صحيحا سالما من البيوع المحرمة، إلى غير ذلك من العلوم الواجبة المتأكد علمها على كل مسلم ثم يزداد المسلم علما ويحرص على تعلم علوم الشريعة قراءة وتدبرا لكتاب الله ودراسة وتفهما لسنة رسول الله وتفكرا وتأملا في سيرة رسول الله ﷺ ومطالعة وتبصرا في هدي الصحابة رضي الله عنهم وتاريخ الأمة المجيد إلى غير ذلك عباد الله من علوم الشريعة ومتمماتها ومكملاتها فهذا العلم علم يضيء الطريق ويبصِّر المسلم بالجادة وينير له جادته فيسير على هدي مستبين وصراط مستقيم قال الله جل وعلا: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ الشورى: 52.

-بتصرف-

المصدر: موقع الألوكة

شاركنا بتعليقك