إسهامات

المدرسة هي المؤسسة التي أسند إليها المجتمع أن تقدم لأبنائه -بشكل مقصود ومخطط وفق أهدافه وطبيعة العصر- الخبرات التي تهيئ لهم النمو السوي في جميع المجالات، وهذه الخبرات تتضمن المعلومات، طريقة التفكير، الميول، الاتجاهات، القيم، المهارات والقدرة على التذوق، ومن ثم فهي خبرات تمس-بشكل متكامل- جوانب شخصية الطفل الجسمية والعقلية والمعرفية والانفعالية والاجتماعية.

أما فيما يتعلق بالمشكلات التي قد يعاني منها الطفل المتفوق داخل المدرسة فهي عديدة ويمكن الإشارة إليها على الوجه التالي:

1. تجاوز الطفل المتفوق لسرعة التعلم في المدرسة العادية:

فمن الطبيعي أن المقررات الدراسية قد وضعت في ضوء مستوى وسرعة تعلم الأطفال العاديين، ومن هنا تبدأ معاناة الطفل المتفوق في عدم تجاوبه مع ما هو مفروض عليه من مقررات لا ترقى -من وجهة نظره- إلى مستواه العقلي أو سرعته في التحصيل.

2. إخفاق المدرسة العادية في إشباع حاجات الطفل المتفوق:

فالنظام المدرسي يحكمه العديد من القيود التي تحاول من خلالها المدرسة أن تقدم خدمة تعليمية عامة لجميع الأطفال العاديين، وبالتالي تفشل المدرسة في تحقيق حاجات وطموحات الطفل المتفوق والتي تعتبر في واقع الامر أكبر من المستوى التدريسي الذي يقدم إليه.

3. فتور حماسة الطفل المتفوق تدريجيا:

إذ يعتبر المناخ المدرسي التقليدي والرتيب مصدرا من مصادر تسرب الملل إلى الطفل المتفوق الذي يحتاج إلى أساليب غير تقليدية في التدريس وفي الاستيعاب ما يقدم إليه إلا انه قلما ينال التقدير على ذلك حيث تتجاهل المدرسة في غمرة اهتمامها بتقديم خدمة تعليمية عامة لجميع الأطفال العاديين..

4. عدم ملاءمة المناهج الدراسية والأساليب التعليمية:

يفشل الكثير من الأطفال المتفوقين الموهوبين في تطوير جانب كبير من استعداداتهم بسبب المعوقات والضغوط التي تنجم عن عدم انسجامهم مع المناهج والأساليب التعليمية ووسائل تنفيذها وأساليب تقويمها في مدارس العاديين، فهي لا تتناسب وقدراتهم، كما تتيح لهم فرصة الدراسة المستقلة ولا تستثير حبهم للاستطلاع وشغفهم بالبحث وإجراء التجارب.

ولتحقيق تعلم أكثر فاعلية في تشغيل واستثمار ما يتمتعون به من مواهب واستعدادات؛ يقترح الأساليب التالية:

أ. الإسراع التعليمي: ويهدف إلى كفالة فرص التقدم للطفل المتفوق في دراسته وذلك بالسماح له بتخطي الصفوف الدراسية.

ب. التجمع: ويهدف إلى تعليم الأطفال المتفوقين عقليا داخل مجموعات متجانسة من الانداد، ذوي الاستعدادات المتشابهة والمتكافئة مما يوفر لهم الدافعية والاستثارة والمنافسة، سواء في فصول خاصة، أو مدارس مستقلة، وحتى بالعزل الجزئي في أوقات معينة أثناء الدوام المدرسي العادي.

ج. الإثراء التعليمي: ويهدف إلى تحقيق تعلم أكثر عمقا وتنوعا بما يلائم حاجات المتفوقين، ومن ذلك مثلا تقديم مقررات وخبرات إضافية مختلفة، أو تكليفه ببعض الواجبات المنزلية الميدانية مثال: زرع نبتة معينة ويلاحظ مراحل نموها وتدوين ملاحظاته وهكذا.

د. التوجيه الهادف: ويهدف إلى توجيه المتفوق إلى الأنشطة التي تشبع حاجاته وتنمي استعداداته الخاصة وتساعده على وضع أهداف واقعية يمكن تحقيقها.

ﻫ. المشاركة الفعالة: ويهدف إلى إشراكه داخل القسم وذلك بتقديم بعض المهام كأن يكون مسؤولا عن مجموعة مع زملائه وتقديم المساعدة لهم، أو أن يكلف بعرض درس معين -على حسب العمر- كأن يعيد جزئية طرحها المعلم أو يقرأ نص بطريقة مختلفة وهكذا..

-بتصرف-

المصدر: كتاب: المتفوقون عقليا، عبد الرحمن سيد سليمان، وصفاء غازي أحمد، ص 240- 247.

شاركنا بتعليقك