إسهامات

قال الله تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ التوبة: 105.

وقد عظم الله –عزوجل- من شأن العمل وأمر به وجعله بمنزلة العبادة التي يتعبد بها المؤمن ابتغاء مرضاة الله فالإنسان خلق في هذه الحياة للعمل والكدّ والتعب، وعلى قدر عمل وكد الإنسان يكون جزاؤه وفي هذا يقول الله عز وجل: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ النحل: 97.

بل بلغ من إجلال الإسلام للعمل ما جاء في الأثر عن أبي هريرة: "إن من الذنوب لا يكفرها إلا السعي في طلب الرزق".

فطلب الرزق بالعمل الحلال من القضايا الهامة في حياة الإنسان فإذا كان الرزق من عند الله -سبحانه وتعالى- فليس معنى هذا أن يتكاسل المؤمن بترك العمل أو يتواكل لأن الله عز وجل أمرنا بالعمل والسعي للحصول على هذا الرزق، قال تعالى: ﴿أَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ  وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ النجم: 39، 40، وقال أيضا: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ الملك: 15.

فالإسـلام يمقت الكسل ويحارب التواكل ولا يريد أن يكون المؤمن ضعيفًـا فيستذل، أو محتاجًا فيطمع، أو متقاعدًا. فيتخلف ولقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية أمثلة تؤكد هذا المعنى. قال النبي ﷺ: "ما أكل أحد طعاما قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده". ولقد كان الأنبياء والرسل خير قدوة لنا في ذلك.

إن العمل وسيلة إلى استدامة النعمة وإشباع الحاجات وملء الفراغ، والقضاء على آفات الخوف والقلق والوحدة لأن هدف الإسلام في العمل ليس كسب المال والرزق فحسب، فضلا عن معاني العمل التعبدية، فإن من غاياته تحقيق الأمن الاجتماعي بين الناس وتحقيق التوازن النفسي على مستوى الفرد والجماعة، فكم من مجتمعات بلغت الغاية في الكسب المادي، ولكن أفرادها ضلت حياتهم ملآى بالخوف والقلق والوحدة فالعمل يملأ هذا الفراغ الذي تملؤه هذه الهواجس في حالة البطالة وما دام هذا هو الهدف من العمل فإن الحرفة اليدوية أو العمل اليدوي لا يقل أهمية عن العمل الفكري والإداري، لأن الهدف لدى المحترف والمفكر والعالم واحد، فخيرهم على المجتمع لا يتجزأ لذلك.

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "أرى الرجل فيعجبني، فإذا قيل لا صناعة له سقط من عيني" وقال أيضا: "لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق وهو يقول اللهم أرزقني وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضةً".

المصدر: موقع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف.

شاركنا بتعليقك