إسهامات

إن الانتقاد فن يهدف إلى تشجيع شخص ما على تحسين مستواه وليس إيذاء مشاعره، فلا بد أن يأتي الانتقاد البناء بنبرة إيجابية تركز على تحقيق هدف واضح. من المهم أيضًا اختيار التوقيت المناسب لإبداء ملاحظاتك، فمن الصعب توجيه الانتقاد لشخص ما أمام الآخرين لعدم إحراجه. نعدد فيما يلي أساليب الانتقاد البناء. فالهدف كما ذكرنا هو تقويم سلوك الشخص دون التهجم شخصيًا عليه ولومه.

♦ لتكن نواياك صادقة:

إن السبب الكامن خلف انتقادك لشخص ما سيؤثر على أسلوبك في الانتقاد، فإذا كانت لك نوايا خفية خلف انتقاداتك فقد يأتي ذلك بنتائج سلبية. فكر فيما إذا كنت الشخص المناسب للمهمة، وما إذا كان النقد الذي ستوجهه سيأتي بنتائج إيجابية أم لا.

  • يعتقد الكثيرون أنه لا بأس من انتقاد الآخرين من أجل مصلحتهم، لكن النقد قد يؤذي المشاعر في بعض الأحيان، فإذا زاد وزن صديقك على سبيل المثال، يمكنك أن تخبره أن صحته ستكون أفضل إن فقد الوزن الزائد.
  • إذا كانت لديك سلطة على مجموعة من الأشخاص فلا بأس من انتقادهم بشكل بناء. فإذا كنت تدير تجارة وحان وقت متابعة أداء موظفيك، فلا بد أن تستعد لمناقشة سبل تحسين أداء الموظفين.

♦ مهد الطريق لنفسك:

طريقة عرضك للموضوع يمكنها أن تؤثر بشدة على تلقي ملاحظاتك. فالتدرب على استخدام مصطلحات لطيفة أمر جيد لنقل فكرتك. إليك بعض تلك المصطلحات:

  • "ربما يجدر بك التفكير في تغيير نهجك هنا"
  • "لاحظت أنك نسيت بعض الأرقام، هلا أخبرتني بالسبب؟"
  • "جهد طيب، ولكن أرى بعض الجوانب التي يمكن تحسينها"

 لا تكن عاطفيًا:

إذا كنت ستنتقد أمرًا شخصيًا فقط تصبح عاطفيًا أثناء الحوار، تجنب ذلك وكن عمليًا قدر الإمكان. إذا ظهرت عليك علامات الغضب أو تغيرت نبرتك ولغة الجسد لديك، فإن ذلك قد يشعر الشخص الآخر بالإهانة وعلى الأرجح لن يضع انتقادك في اعتباره.

على سبيل المثال، بدلاً من أن تقول "سلوكك يسبب لي الجنون، أنت لست شريكًا بحق" يمكنك القول "أدرك أنك كنت مشغولًا تمامًا هذا الأسبوع وكان من الصعب عليك إيجاد وقت للقيام بنصيبك من أعبائك المنزلية. أود مناقشة ذلك والخروج بحل يرضي الجميع".

♦ اختيار الوقت والمكان المناسبين:

حتى إذا أحسنت نواياك وترغب في مساعدة شخص ما على تحسين أدائه، فإن الانتقاد أمام الآخرين ليست فكرة جيدة أبدًا. لا أحد يريد أن يتعرض للانتقاد في الأماكن العامة. فهذا سيؤدي إلى الإحراج والإذلال، وهي المشاعر التي تسعى لتجنبها بالنقد البناء. خطّط للمستقبل واعثر على مكان خاص للحديث. تأكد أن لديك متسعًا من الوقت لمحادثة كاملة حتى لا تنتهي دون نتائج.

البيئة التي ستتحدثون بها ينبغي أن تبدو محايدة ومريحة. إذا كنت تتحدث مع أحد أفراد أسرتك، فإن الخروج من المنزل والمشي معًا قد يساعد أكثر، أو اذهبا بالسيارة إلى مكان يفضله كلاكما.

إذا كنت تتحدث مع زميل أو طالب، تقابلا في قاعة مؤتمرات أو مساحة محايدة أخرى حيث يمكنك إغلاق الباب والحصول على بعض الخصوصية.

♦ فكر مليًا قبل نقد الصفات الشخصية لشخص ما:

لا تنتقد أبدًا الشكل الخارجي لشخص ما أو شخصيته؛ فهذا بالتأكيد سيتسبب في جرح المشاعر. إذا سألك أحدهم صراحة إبداء رأيك في خيارات ملبسه أو تسريحة الشعر الجديدة، فإنه لا يزال من المهم تجنب الانتقاد الصريح. تمسك بالأمور التي لديهم القدرة على تغييرها، وتجنب قول شيء سلبي عن الصفات الملازمة التي لا يستطيعون فعل الكثير لتغييرها.

لنقل مثلاً أن شقيقتك تسألك كيف تعتقد أنه يمكنها أن تحسن من طهيها. يمكن أن يكون هذا موضوعًا حساسًا، لذلك تأكد من قول شيء إيجابي قبل أن تنتقد. جرب شيئًا مثل، أحب الطريقة التي تصنعين بها الفطائر! يمكنك محاولة طهي البيض لمدة دقيقة أو اثنتين أكثر.

♦ جرب أسلوب “الخلط” في الانتقاد:

غالبًا ما تستخدم هذه الطريقة من قبل الشركات للحفاظ على معنويات الموظفين في الوقت الذي تساعد فيه أيضا الناس على تحسين أدائهم، لكنها طريقة جيدة يمكن وضعها في الاعتبار بغض النظر عن علاقتك مع الشخص الذي تنتقده. ابدأ المحادثة بمجاملة، ثم اطرح انتقاداتك، ثم اذكر شيئًا آخرًا إيجابيًا. إن الاستماع إلى الانتقادات بين التصريحات الإيجابية يسهل الأمر كثيرًا.

ابتسم:

واستخدم لغة الجسد الهادئة، أظهر تعاطفك مع الآخرين، فهذا سيريح من تحدثه بشدة.

-بتصرف-

المصدر: موقع ساسة بوست

شاركنا بتعليقك