"... ويشاهد المتجول في النواحي القديمة من هذه القرى نماذج للتكتيك الحربي، وحيل الدفاع عن القرية، في تخطيط بعض الطرق وبناء المساكن، بحيث تجد الطريق ملتوية أحيانان التواء لا مبرر له، لا تستطيع أن تعرف وأنت الغريب عن القرية- متى تنتهي، ولا كيف تلتوي ولماذا انبعجت هاذه الزاوية ولماذا انحسرت الأخرى وهربت عن الطريق، مع ضيق المسافة جدا، بين انعطاف وانعطاف، كما نجد الأبراج التي بنيت على أربع أو خمس طبقات على غاية من حسن مراعاة استراتيجية الحراسة، وعلى مدى نقط متقابلة، ينتقل الخبر إليها واحد إثر الآخر بالإشارات الضوئية أو غيرها في أقرب وقت، ثم إن الديار كلها في القرية متلاصقة، ومتساندة، ويراعى فيها علو معين، فيستطيع من في الناحية الشرقية مثلا، أن يقطع القرية كلها إلى الناحية الغربية، والعكس، أما الطرقات فقد احتالوا لها، بتسقيف مساحة من عرض الطريق في أماكن معينة."
المصدر: كتاب مزاب بلد كفاح، إبراهيم محمد طلاي، ص 23.
شاركنا بتعليقك