تنظم "الجمعية الثقافية سدراتة" كل سنة الزيارة السنوية إلى منطقة سدراتة الأثرية والتاريخية الواقعة على مسافة نحو 14 كلم غرب مدينة ورقلة، والتي تعد أحد الشواهد الحيّة عن تاريخ الدولة الرستمية، بحضور السلطات المحلية للولاية وبتنظيم أعيان الإباضية من أئمة ومشائخ وأعضاء حلقة العزابة لقصر وارجلان (ورقلة). وبالمناسبة تُلقى من أحد المشائخ كلمة حول تاريخ منطقة سدراتة - وارجلان" التي تعتبر من الحواضر الإسلامية التي أسست مبكرًا في الجزائر حيث لازالت بعض أطلالها تروي عن حضارة كانت قائمة بهذا الموقع.
تعود تسمية هذه المنطقة حسب بعض المصادر التاريخية الإباضية إلى اشتقاقها من اسم قبيلة سدراتة البربرية، حيث اشتهرت هذه المدينة التي وجد فيها الفارون من تيهرت الأمن والمكان الملائم لحماية أنفسهم ومذهبهم إثر مبايعة أهل "تيهرت" الشيخ يعقوب بن أفلح بن عبد الوهاب بن عبد الرحمان بن رستم بالإمامة بعدما ثاروا على يوسف ابن أخيه وذلك قبل أن يفروا منها إلى منطقة سهل واد مزاب.
واشتهرت "سدراتة" بعلمائها ومشائخها الأجلاء، كما روي عنها بأنها كانت مزدهرة بالنشاط التجاري والزراعي عندما حولها سكانها الأوائل من منطقة جرداء إلى واحات وحدائق غنّاء حيث لازالت بها بقايا الأحواض المائية والفقاقير والسواقي المندثرة تحت الرمال وكذا بقايا الحلزونات وتربتها الممزوجة ببقايا الأشجار والأسمدة التي تثبت بأن حضارة إنسانية قد مرت من هذه المنطقة الصحراوية.
وفي ختام هذه الزيارة تُننظم جولة إلى بعض المعالم الدينية والأثرية ومن بينها قبر الإمام يعقوب بن أفلح ومقبرة الشيخ جنون بن يمريان وجبل عباد حيث يستحضر الجميع سِيَر هؤلاء العلماء وما خلّفوه من أعمال ومراجع دينية.
-بتصرف-
المصدر: موقع الشروق أونلاين.
شاركنا بتعليقك