إسهامات

امتحان الله مريم وحملها لسيدنا عيسى عليه السلام

كانت مريم عليها السلام منعزلة عن أهلها، حيث كان كل تركيزها على عبادة الله سبحانه وتعالى على أكمل وجه، وكانت زاهدة في قومها حيث اعتزلتهم في مكان من جهة الشرق، وكان هذا المكان الذي اعتزلت فيه مريم قومها يبعد عن الناس، فلقد كان في معزل عنهم بحجاب كما جاء في كتاب الله عز وجل فلقد قال الله تعالى: ﴿وَاذكُر فِي الكِتابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِها مَكانًا شَرقِيًّا فَاتَّخَذَت مِن دونِهِم حِجابًا فَأَرسَلنا إِلَيها روحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَرًا سَوِيًّا. وبينما هي في عزلتها عن الناس وعن قومها، بعت الله لها سيدنا جبريل ليبشرها بعيسى عليه السلام ولكن ظنت مريم أنه يريد بها السوء، لأن الله عندما أرسله إليها كان على هيئة رجل ففزعت مريم وقالت لسيدنا جبريل أن يتقي الله فيها ولكن جبريل طمأنها بأن الله هو من بعثه، كما قال الله تعالى: ﴿قالَت إِنّي أَعوذُ بِالرَّحمنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا قالَ إِنَّما أَنا رَسولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا، ولكن اندهشت مريم عليها السلام مما قاله لها سيدنا جبريل، حيث كان الله قد تقبلها قبولًا حسنًا وأنبتها نباتًا حسنًا، فكيف يكون لها غلام ولم يمسسها بشر! ولكنه بشرها بأن هذا الغلام سيخلقه الله ويبث فيه روحه من غير أب، حيث تكون هذه ذكرى وآية للناس كما قال الله تعالى: ﴿قالَت أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَلَم يَمسَسني بَشَرٌ وَلَم أَكُ بَغِيًّا قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجعَلَهُ آيَةً لِلنّاسِ وَرَحمَةً مِنّا وَكانَ أَمرًا مَقضِيًّا.

ولادة عيسى عليه السلام

وكما أن حملها كان معجزة فابنها لم يكن إنسانا عاديا، إنه المسيح عيسى عليه السلام. عندما ولدت مريم عيسى عليه السلام، أخذته إلى قومها لكنهم أنكروا عليها الأمر. ﴿يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا. فطلبت منهم، بالإشارة فقط دون أن تكلمهم امتثالا لأمر الله تعالى، أن يكلموا ابنها، لكنهم تعجبوا لطلبها فكيف يكلمون رضيعا حديث الولادة ﴿قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا. وكان الرد من عيسى عليه السلام: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا سورة مريم، الآيات: 30-33. وعندها صدقوا مريم بنت عمران وعلموا براءتها عليها السلام.

-بتصرف-

المصدر: موقع بحوث.

شاركنا بتعليقك