المسيلة "عاصمة الحضنة" تقع وسط الشمال الجزائري فهي همزة وصل بين التل والصحراء، تنتمي إلى منطقة الهضـاب العليا، تبلغ مساحتها 18175 كم2، أصبحت ولاية وفقا للتقسيم الإداري لسنة 1974 مناخها قاري يخضع جزئيا للمؤثرات الصحراوية.
كما تتميز ولاية المسيلة بماضي عريق وتاريخ مجيد وموقع استراتيجي مهم وفريد، يتوسط سبع ولايات، بتضاريس متنوعة من جبلية وسهلية وواحاتية، جعلها تتميز بمؤهلات الجذب السياحي الفريدة من نوعها والمتنوعة (من طبيعية وبيئية، وتاريخية وأثرية ودينية وثقافية وعلمية، بالإضافة للصناعة التقليدية) والتي ساهمت في الحفاظ على هويتنا وشخصيتنا وتاريخنا وتراثنا الجزائري.
إن هذه المميزات السياحية لهذ الولاية تجعل منها مؤهلة لتكون قطبا سياحيا يؤدي دورا مهما في التنمية المحلية والوطنية من بين أبرز مواقعها السياحية "قلعة بني حمّاد".
قلعة بني حمّاد الجزائرية.. تاريخ دولة وحكاية مدينة
في الوقت الذي كانت فيه فرنسا عاجزةً عن تأسيس دولة تجمع كيانها إبّان عهد أسرة كاپي وبينما كان المغرب الأقصى غارقا في الفوضى وأضحى يئن تحت وطأة الجهل والخرافة ويعيش حالة مزرية من التشرذم السياسي، وانتشرت في ربوعه كثيرٌ من التيارات كانت الأمّة الجزائريّة تعيشُ في كنف دولةِ بني حمّاد وتتوشّح بثوب العظمة والقّوة والبهاء.
ويرجع الفضل في ظهور هذه الدّولة إلى قبيلةٍ من قبائل صنهاجة الجزائرية؛ تلك القبيلة التي قال عنها ابن خلدون: (من أوفر قبائل البربر.. حتى زعم كثيرٌ من الناس أنهم الثلث من أمم البربر).
تقع القلعة على سفح جبل المعاضيد وسط سلسلة جبلية صعبة المنال نتيجة مسالكها في شمال شرق ولاية المسيلة بالقرب من مدينة بشارة وعلى بعد 30 كم من مدينة المسيلة، و225 كم من الجزائر العاصمة. تقع هذه الآثار على ارتفاع 1000 متر فوق سطح البحر وهي محاطة بجبال هدنا الجميلة التي تشكل خلفية ملائمة لهذا الكنز الأركيولوجي.
تأسيسها
تأسست القلعة في النصف الأول من القرن الحادي عشر (1007 ميلادي) في إطار التطورات السياسية للدولة الحمادية. على يد حماد بن بلكين البربري واتخذوها عاصمة لهم وهي جزء من سلسلة من القلاع التي شيدوها لتحصين مناطقهم وحمايتها. وقد دامت مدة بناء هذا الصرح الإسلامي العظيم 30 سنة استخدمت فيها الهندسة المعمارية الإسلامية الأصيلة بزخارف وتصميمات تعكس التراث الإسلامي الممتد عبر القرون الغابرة في أي بقعة يوجد بها الإسلام وسقطت سنة 1152م لتعمر لأزيد من 145 سنة.
"الدولة الحمادية: كانت دولة الحماديين دولة إسلامية مستقلة تأسست في شمال الجزائر. أُسست هذه الدولة بعد انهيار الدولة الزيرية في شمال إفريقيا، ونجحت في السيطرة على منطقة واسعة".
الهندسة المعمارية
التصميم الدفاعي: تتميز القلعة بتصميمها الدفاعي المعقد الذي يتضمن جدراناً وسوراً محصناً وأبراجاً قوية. يهدف هذا التصميم إلى حماية القلعة من الهجمات.
الميزات المعمارية: تتضمن القلعة مساحات كبيرة، وغرفاً متعددة، ومساجد، ومستودعات، وأماكن لإقامة الجنود. التصميم يعكس براعة المهندسين العسكريين في تلك الفترة.
العمارة: تتميز القلعة بالطراز الإسلامي التقليدي، بما في ذلك الزخارف المعمارية والنقوش الجميلة التي تبرز الفن الإسلامي في العمارة.
تحتوي القلعة على عدد كبير من الآثار، بما في ذلك المسجد الكبير ومئذنته، وسلسلة كاملة من القصور نذكر منها قصر المنار وقصر البحر وكل المدينة كانت محصنة بسور طوله 7 كيلومتر مازالت شواهد منه إلى يومنا هذا، وكذلك يُعتبر المسجد بقاعة الصلاة المؤلفة من 13 صحناً وثماني فواصل من أكبر مساجد الجزائر بعد مسجد المنصورة ومئذنته هي الأقدم في الجزائر بعد مئذنة مسجد سيدي بومروان.
أهمية القلعة
تاريخية: تعكس القلعة تطور الهندسة العسكرية الإسلامية في القرون الوسطى، وتجسد القوة والثراء الذي كانت تتمتع به الدولة الحمادية.
أثرية: أدرجت قلعة بني حماد ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1980، نظراً لأهميتها التاريخية والثقافية والمعمارية.
شاركنا بتعليقك