كثيرا ما تصدر منا أقوال أو أفعال تؤدي إلى عزوف الطرف الآخر عن إجراء الخطاب والاتصال السلمي أو تردده أو حمله على اتخاذ موقف دفاعي في الحديث معنا، وهذا يعود إلى عدة عوامل منها نقص آليات التواصل السليم مع الآخرين، ومعرفتها ضرورة ملحة من أجل تبليغ رسالة أو زيادة في فاعلية الاتصال الأمثل بين الطرفين، وفي هذه المساهمة نبين أهم المعوقات والأكثر حدوثا في الحياة العملية، والتي ترجع إلى الفرد وهي:
1. التسرع في التقييم أو التعليق: كثيرا ما يكون التسرع في التقييم وإبداء الملاحظات مثار شكوى الكثيرين، إذ أن التسرع في الاستنتاجات وإصدار الأحكام قبل الإلمام بأكبر قدر من المعلومات يؤديان إلى إصدار التعليقات غير المفيدة، والأحكام غير الناضجة، وبالتالي من المهم الاسترشاد إلى هذه القواعد:
2. استخدام العبارات التقديرية: عندما تستخدم العبارات التقديرية أي تلك التي تفيد التقرير والحسم فأنت تدفع الآخرين إلى اتخاذ جانب الدفاع والمقاومة، فلو أنك استخدمت إحدى هاتين والعبارتين مع أحد المتعاملين معك: "دائما تأتي متأخرا!" أو "لم يحدث أن جئتني بمعاملة خالية من المشاكل"، فأنت تلقي بقفازك في وجهه مما يضطره إلى الدفاع عن نفسه، وبدلا من أن يبدأ حديثا عاديا معك فإنه يجتهد في البحث عن أحد المواقف التي تثبت خطأ أو عكس ما قلت، وعندما يحدث أن تضيع الرسالة الأساسية التي تود توصيلها في معركة التفاصيل إذ تبدأ درجة الاستماع في الانخفاض رويدا رويدا حتى تتلاشى وينسى كل منكما المشكلة الحقيقية والحل المطلوب لها، ومن القواعد الارشادية:
3. مقاطعة الآخرين: لا شك أن مقاطعة الآخرين هي ما يهدد الاسترسال في الحديث والمناقشة الجدية، فيحدث نوعا من الضوضاء في التلقي والأفكار، والمقاطعة تدل على عدم الاهتمام بأفكار الآخر، وبالتالي كقاعدة إرشادية:
4. التهكم والسخرية: يلجأ بعض الناس إلى السخرية والتهكم من كلام الطرف الآخر أو أفكاره أو من ذكائه، مما يلد الغضب والحقد وفي مرحلة متقدمة العدائية لدى الطرف المقابل، والإرشادات المناسبة لهذا السلوك:
5. التركيز على الأخطاء: الإطالة في مناقشة أخطاء الطرف الآخر والتركيز على إظهار حماقاته من شأنه أن يؤدي إلى مضايقتهم، وبالتالي من الأفضل أن تجعل تحسين العلاقة في المستقبل هدفا لك، فلا يفيد المتعامل معك في شيء أن تركز على أخطائه بقدر ما يفيد اهتمامك بمعالجة الموقف، قواعد إرشادية:
-بتصرف-
المصدر: مهارات التعامل مع الناس، د. محمد أحمد هيكل، 2006م، مجموعة النيل العربية، ص 252- 260.
شاركنا بتعليقك