إسهامات

العقل هو أساس إنسانية الإنسان وقوام فطرته، ومناط التكليف والمسئولية فيه، وهو المحل الذي تنبجس منه حضارة الأمة والضامن لعزتها وشهادتها على الناس، ومن ثم وجب على الأمة المحافظة على كل عنصر من عناصرها سليماً معافى في عقله لأنه يمدها بالخير والنفع، وإذا اختل العقل الإنساني اختل نظام الأمة بوجه ما، وعلى هذا يجب على الإنسان أن يعلم أن عقله ليس خالصاً له ، بل للمجتمع فيه حق، وهو حق الله تعالى في عقله ومن هنا وجبت المحافظة عليه وعدم تعريضه للتلف صيانة لحق الله فيه، ويتم ذلك بعدة طرق منها:

1. تحريم المسكرات والأمر بإراقتها قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ المائدة: من الآية 90.

ويلحق بالخمر كل ما يسكر العقل ويذهب به. وإلى جانب حفظ العقل عن طريق تحريم الخمر فإن حفظه أيضاً في حفظ النفس بالكلية إذ هو داخل في حرمة حفظ النفس كسائر الأعضاء ومنافعها من السمع والبصر وغيرهما، فالعقل محفوظ شرعاً في الأصول الكلية عما يزيله.

2. منع كل ما من شأنه أن يشغل العقل عن مهامه :فلا يقتصر حفظ العقل على تحريم المسكرات، بل يتعداه إلى كل ما من شأنه أن يشغل العقل عن مهامه، وكل ما يشل طاقته وحركته الفكرية، وتحول بينه وبين أداء وظيفته التي من أجلها خلقه الله تعالى. فمن وسائل حفظه أن يمنع ولي الأمر انتشار المذاهب الضالة وعلومها بين العوام لما تفضي إليه من انحراف في التفكير، والإخلال بمسئولية العقل، فلا نتيجة ترجي من ورائه وتضييع لطاقته الفكرية فيما لا يفيد.

3. شرع حد شرب الخمر: وذلك لأن الحد مشروع لحفظ العقول عن الطيش والاختلال فمن جني على العقل استحق العقاب.

-بتصرف-

المصدر: موقع منارات

شاركنا بتعليقك