إسهامات

قصّ الله جل وعلا علينا خبر موسى مع شعيب عليهما السلام حين جاء مدين، ووجد ابنتين لشعيب قد منعتا غنمهما من الورود بانتظار ذهاب الرعاء وفراغ المكان، وما حدث من تطوع موسى بالسقيا لهما، وما كان من أمر شعيب حين بلغه ما قام به موسى حيث أرسل له يطلبه ليجزيه على ذلك وذكر لنا القرآن الكريم كذلك نصيحة ابنة شعيب لأبيها باستئجاره، وعللت ذلك بقوة موسى وأمانته..

وقد جمعت ابنة شعيب عليه السلام في تعليلها المختصر ذاك بين أمرين عظيمين، ينضوي تحتهما معظم الكمالات الإنسانية، وهما الأمانة والقوة، وهذه وقفات سريعة معهما:

1. ليست الأمانة هنا إلا رمزاً لما يستلزمه الإيمان بالله تعالى من المحامد كالإخلاص والأمانة والصدق والصبر والمروءة، وأداء الفرائض والكف عن المحرمات؛ أما القوة فهي رمز لمجموع الإمكانات المادية والمعنوية التي يتمتع بها الإنسان.

2. الأمانة والقوة ليستا شيئين متوازيين دائماً، فقد يتحدان، وقد يتقاطعان فالصبر جزء من الأمانة؛ لأنه قيمة من القيم، وهو في ذات الوقت قوة نفسية إرادية، وإذا كان العلم من جنس القوة، فإنه يولد نوعاً من الأمانة؛ إذ أهله أولى الناس بخشية الله، ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ والإيمان أجل القيم الإسلامية، فهو من جنس الأمانة، ومع ذلك فإنه يولد لدى الفرد طاقة روحية هائلة تجعله يصمد أمام الشدائد صمود الجبال..

3. سوف يظل النمط الذي يجمع بين القوة والأمانة نادراً في بني الإنسان وكلما اقتربا من الكمال في شخص صار وجوده أكثر ندرة، والقوي الذي لا يؤتمن، والموثوق العاجز هم أكثر الناس، والذين فيهم شيء من القوة وشيء من الأمانة كثيرون.

4. نحن في مراجعة أخطائنا نركز على جانب الأمانة، ونهمل جانب القوة فإذا ما أخفقنا في عمل ما قلنا نحن بحاجة إلى تقوى وإخلاص، وإن اتباع الأهواء هو السبب في ذلك، ولا ريب أن الإخلاص مفتاح القبول والتوفيق وأن التقوى تستنزل الفرج.

5. عالمنا الإسلامي النموذج المثالي للقوى الكامنة، فكل ما عندنا (خام) الإنسان والطبيعة والموارد، ولعل لله في ذلك حكمة بالغة؛ إذ أن تشكيل الإنسان المسلم لو تم قبل بزوغ الصحوة المباركة لكان أكثر ضرراً من بقائه على حاله.

علامات قوة شخصية الطفل

  • قادر على تحمل المسئولية، وإنجاز المهام التي تكلفيه بها، ولا يتهرب منها.
  • ذو شخصية مستقلة؛ فلا يتأثر بالآخرين ويقلدهم في تصرفاتهم.
  • قادر على تحقيق الأهداف ولو بسيطة، أو قصيرة المدى.
  • قادر على العفو والمسامحة؛ فالعفو من القوة.
  • جريء في قول الحق لا يخشى فيه لومة لائم، فإذا رأى سلوك خاطئ يبادر بالتكلم وإبداء اعتراضه بشكل مهذب في وجود الجميع حتى لو من ضمنهم الكبار.
  • يعرف قدراته، ومواهبه، وهواياته، ويركز عليها، ويُحسن استغلالها.
  • قادر على إدارة غضبه، والسيطرة على انفعالاته؛ فالقوي هو من يملك نفسه عند الغضب.

-بتصرف-

المصادر:

- موقع الدكتور: عبد الكريم بكار

- موقع دكتور ماما

شاركنا بتعليقك