إسهامات

الحياء قيمة تولد مع الإنسان بنسب متفاوتة، ومعياره في كل فرد في المستقبل محكوم بطبيعة الشخص ذاته، وأسلوب تربيته، وبيئته ومجتمعه الذي يعيش فيه، عن أبي مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت".

وإذا كان بيت الحياء ومسكنه هو القلب؛ فإن نشاطه وعمله يتعدى كل الجوارح؛ فالاحتشام في اللباس حياء، وخفض الصوت وحُسْن المنطق حياء، وغض الطرف عما لا يعني وعدم التحديق ونظرات الشزر حياء، وأعظم الحياء وأجله هو الحياء من الله تبارك وتعالى، قال ﷺ: "الحياء لا يأتي إلا بخير".

الحياء يا سادة كمالٌ للرجل، وزينة للمرأة ولكن! حذار من أن يتحول إلى سكينٍ لذبح التعبير عن الحب والمشاعر والأحاسيس، فلا يستطيع الابن (البنت) أن يعبر عن مشاعره -بل لا يُحسن- وكل ذلك بداعي الحياء، أو ينحرف مفهومه في قلوب الأبناء إلى العجز والجُبن والاستسلام للغير، وعدم المطالبة بالحقوق المشروعة، أو الجهر بكلمة الحق في مكانها الصحيح، كان الرسول صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها، وهو أشجع الناس وأقدرهم على الصدع بكلمة الحق.

  • أن تعرض عن الرد على من أساء إليك وأنت قادر على الرد، هذا النبل بعينه، أما أن تدع الرد على من أساء إليك وأنت غير قادر على الرد فهذا الضعف والخور.
  •  الحياء فضيلة إنسانية تمنع من ارتكاب الفواحش وفعل المنكرات وهو من الإيمان، أما الخجل فهو ظاهرة مرضية تمنع من التعبير عن المشاعر الإنسانية الإيجابية كالحب والاحترام، وقول كلمة الحق والمطالبة بالحقوق المشروعة وهو من الضعف.
  • كلما ازددت حياءً فاعلم أنك قد ارتقيت في رتبة الإنسانية درجة.. هل رأيتم دابة تستحي؟!

- الحياء يمنع صاحبه من الجُبن فيكون شجاعًا.

- الحياء يمنع صاحبه من الكذب فيكون صادقًا.

- الحياء يمنع صاحبه من ارتكاب الفواحش فيكون عفيفًا.

- الحياء يمنع صاحبه من السفه فيكون حكيمًا.

-  الحياء يمنع صاحبه من كل قبيح.. الحياء لا يأتي إلا بخير.

علّمي ابنتك خلق الحياء دون خجل

يعتبر خلق الحياء من أبرز السمات التي يجب أن تتحلى بها كل بنت مسلمة، لما له من بواعث إيجابية على النفس والمجتمع كالعفة والطهارة المؤديين إلى مدارج الكمال والفضيلة، لذا فعلى الوالدين أن يسعيا في تربية ابنتهما على الحياء من خلال:

1. تعويدها على حفظ حواسها وترك ما حرم الله تعالى استحياء منه تعالى، قبل أن تستحي من الناس.

2. تعويدها المشي على استحياء بالتوسط؛ بين الإسراع الذي قد يؤدي إلى

3. كشف جسدها أو التباطؤ الذي قد يلفت النظر إليها.

4. أن تغض بصرها ولا تتبجح بنظرها نحو الرجال وتخفض من صوتها في الطريق العام.

5. تنشئتها منذ الصغر على الحشمة والحياء، فيعودونها على عدم تغيير ملابسها أمام أحد، وتنبه إلى مغادرة المكان فيه أحد يريد أن يغير ملابسه، ولا تلبس القصير من الملبس أو ما يكشف عورتها.

تذكر أيها المربي فأنت قدوة لأولادك فلا تنهى عن شيء وتأت به، كذلك عليك بالحوار البناء مع أولادك إذا صادفت مشهدا مخلا للحياء فتبين الصواب.

-بتصرف-

المصدر:

- موقع طريق السلام.

شاركنا بتعليقك