إسهامات

إن اجتماع أفراد الأسرة على المائدة لتناول وجبة الطعام يبعث في القلوب الطمأنينة والسعادة، فترانا بعد كل وجبة لا ندري أيهما أروع، لذة الطعام أم طيب اللقاء، فأي سعادة نعيشها، عندما نتجاذب أطراف الحديث الممتع على المائدة الجميلة ونستمتع بكل لقمة نأكلها من الأطعمة الزكية الرائحة التي تسر الناظرين بألوانها وبطريقة تحضيرها.

والأسف كل الأسف أننا أصبحنا على عجلة من كل أمورنا، فضيق الوقت يجعلنا نهرول وراء المأكولات السريعة الرخيصة من محلات بيع الأطعمة والوجبات الجاهزة وذلك لإسكات الإحساس بالجوع ليس إلا، وربما لا نجد لأنفسنا بضع دقائق لنجلس ونأكل بهدوء، فترى البعض يأكل وهو يمشي وسط الزحام، ناسياً مضغ الطعام جيداً، ودون أن يعرف طبيعة الطعام الذي يأكله.

رحم الله أجدادنا الأوائل، الذين كانوا يأكلون فاكهة بستانهم، التي تطيل العمر وتباركه، تلك المأكولات التي عبثت بها يد الحضارة التي أدت إلى تلوث البيئة واجتثاث الأشجار من جذورها، فالبيئة التي حضنتهم كانت نظيفة، والقلب طيب، والفاكهة لها طعم ولذة، وما عرفوا التوتر والضغط النفسي الذي هو سبب لكثير من أمراض هذا العصر.

لذا هل طهي الطعام في المنزل هو أكثر فائدة من طلب وجبات سريعة إلى المنزل أو تناول الطعام في الخارج؟ نعم بالطبع فالطهي الصحّي في المنزل يحافظ على سلامة الغذاء ومحتواه من الفيتامينات والأملاح المعدنية الهامّة، والتي تعدّ المصدر الرئيسي لمواد مضادات الأكسدة في الجسم، الأمر الذي يعزز الجهاز المناعي في مقاومة الأمراض الفيروسية والقضاء على الشوارد الحرة الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي فيه.

الفوائد الصحية للطهي في المنزل:

يخلو الطهي الصحّي في المنزل من الدّهون المشبّعة، الأمر الذي يساعد على إفراز العصارات الهضمية التي تسهّل من عمليّة هضم وامتصاص الغذاء، كما يخلّص الطهي في المنزل الطعام من أي جراثيم أو طفيليات تمثل خطورة على صحّة وكفاءة الجهاز المناعي في مقاومة الأمراض.

يمتاز الطهي المنزلي بانخفاض سعراته الحراريّة مقارنة بالأطعمة الجاهزة المحتوية على عدد هائل من السّعرات الحرارية، ومعدّلات مرتفعة من الدّهون الضّارة التي لا يستطيع الجسم التخلص منها.

أساليب الطهي الصحّية:

الطهي على البخار: من أفضل الطرق التي تؤمّن للجسم احتياجاته من الفيتامينات والمعادن، إذ تحافظ تلك الطريقة على معظم العناصر الغذائية في الطعام، هذا بالإضافة أنه سريع وصحّي وتبقى الأطباق شهية المذاق وعالية القيمة الغذائية.

السلق: الطريقة الأسهل من الطهي ولكنّها من الناحية العملية تفقد الخضراوات المسلوقة بعض مكوناتها وعناصرها الغذائية، وفي المجمل، الطّعام المسلوق هو الأفضل صحيّاً من الطعام المقلي.

الشواء: صحّي لطهي الطعام، بشرط الحرص على ابتعاد الطعام المشوي عن مصدر اللهب، كي لا يحترق ويكون مواداً هيدروكربونية مسرطنة.

يجب ألا تطهى اللحوم لفترات طويلة كي تحتفظ بأكبر قيمة غذائية لها، خصوصًا أنّها مصدر جيّد للبروتين والحديد، ولا يجب إضافة كميّات كبيرة من الماء عند طهي الخضراوات، كي لا تنفصل المعادن والفيتامينات عنها في الماء، كما ينصح بإعادة استخدام ماء السلق كحساء أو عند إعداد الطعام، بهدف الإحتفاظ على أقصى قيمة للعناصر الغذائية التي انفصلت عن الخضراوات أثناء سلقها.

المصدر: موقع صحتي

شاركنا بتعليقك