إسهامات

تهدف التربية الإيمانية إلى تنمية الوازع الديني من خلال ترسيخ العقيدة السليمة القائمة على توحيد الخالق إلى جانب ممارسة ما يترتب على هذا التوحيد من عبادات وشرائع، كما تهدف إلى توثيق العلاقة بين الطفل وخالقه سبحانه وتعالى لتكون فلسفته في الحياة مبرمجة حسب التعاليم الربانية.

والمربي المسلم يسعى إلى ترجمة هذه العقيدة من خلال تقديمها إلى الطفل منذ نشوئه لربطه بأصول الإيمان، والعقيدة الصحيحة، وتعليمه العبادات، مبتدئا بالحفظ، ثم الفهم، ثم الاعتقاد والإيقان والتصديق، فالممارسة والتعبد..، لذا فالتربية الإيمانية هي المنطلق والأساس المتين لبناء الإنسان الصالح؛ الصالح لربه، والصالح لنفسه، والصالح لأسرته ومجتمعه وأمته، الصالح للبيئة وللحيوان وللكون كله..، وبالتالي فإن التربية الإيمانية والتنشئة على خشية الله -حبا ورجاء منه الرحمة والمغفرة- تفوق أهمية الغذاء اليومي، وإذا لم يؤدها المربي حق الأداء فكأنه ما قدم إلا بضاعة مزجاة، قال الله تعالى: ﴿يَآ أَيـُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلآَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُومَرُونَ التحريم: 6.

مما يساهم في تنمية خشية الله في نفس الطفل:

البناء العقدي يبدأ من خلال حرص المربي على تعميق معنى العبودية لله -عز وجل- في نفس الطفل؛ وتقوية صلته بخالقه والذي يستمد منه العون والهداية؛ وذلك من خلال:

  • إبراز صفات الخالق المنعم على الإنسان بنعم كثيرة. (البصر، الماء، الوالدين..)
  • شكر المنعم على فضله وإحسانه، وهذه تعمق في نفس الطفل الإحساس بقيمة نعم الله عليه.
  • شكر النعم تكون من خلال عبادته سبحانه وتعالى والعمل الصالح وتزكية النفس من الأهواء والأخلاق السيئة.
  • اصطحاب الطفل للمسجد ومجامع المسلمين في المناسبات الاجتماعية وغيرها (المقابر.. الزيارات.. المحاضر..)
  • اغتنام المناسبات والمواقف الاجتماعية الدينية لغرس مراقبة الله في النفس،
  • قص القصص التربوية الهادفة، والتي من شئنها أن تبين للطفل الفرق بين من ينشأ في جو من الروحانيات والإيمانيات وبين من ينشأ في بيئة جاهلة.
  • قراءة صفحات مشرقة من سيرة حبيبنا المصطفى على الصلاة والسلام، وحث الطفل على اتخاذ الرسول ﷺ القدوة الحسنة والمثال الذي يقتدي به.

في الأخير:

 التربية الإيمانية تشكل جهاز دفاع قوي لرعاية الفطرة والحفاظ عليها؛ تلك الفطرة التي يولد عليها الإنسان: "كل مولود يولد على الفطرة" أيا كان هذا الإنسان، فهو يولد ولديه ميل إلى التدين والاعتقاد بوجود قوى فوق كل القوى، وخالق مسيطر مبدع متحكم في قوانين الكون، فإذا استطاع المربي أن يزرع ويصقل هذه النفس بما يحب الله منذ الصغر من خلال ما سبق مع المتابعة بإحسان بإذنه تعالى سينشأ متين التعلق بالله.

-بتصرف-

المصدر:

- كتاب: التربية من منظور ومنهجية إسلامية، مصطفى أبو سعد، 2018، ص 56-91.

شاركنا بتعليقك