إسهامات

المجتمع الذي لا يُولي اهتماما وعناية بعلمائه ومعلميه.. هو مجتمع سائر في طريق الانتحار.

كيف يُعقل أن تغتال ذاكرة الأمة، وتُمحى خبرات الأجيال بفعل التناسي والتهميش وسوء التواصل بين الصغار والكبار؟

لابد أن تستدعى هذه الطاقات من ساحة التاريخ إلى ساحة الواقع كي تسلِّم المشعل إلى من بعدها، بل لكي نتسلم المشعل منها.

ففي هذه المرحلة من أعمارهم: يجب علينا أن نبحث عنهم ونتفقدهم ونتردد إليهم حتى نُفعِّل طاقاتهم، قبل أن يرحلوا عنا ونحن في غفلة ساهون، ثم يصيبنا التيه بعدهم؛ لأن هويتنا طُمست وخصوصياتنا طويت معهم.

وما يسمى في المنظومة الغربية بالتقاعد، هو في الحقيقة: بداية العد التنازلي للموت البطيء. والإسلام لا يعترف بهذه الفكرة البراغماتية المحضة: "الاستفادة القصوى من الطاقة الشبابية فإذا ما بليت رُميت في سلة التاريخ". مرحلة الكهولة والشيخوخة هي بداية مرحلة العطاء القصوى بعد بلوغهم درجة النضج والرشد، فلنستثمر حصيلة تجاربهم ولنبن فوق ما بنوه.

المصدر: كتاب الفطرة تتكلم، حين ننسجم مع الوحي والكون، يحي بن عيسى الأطرش، ص 55.

شاركنا بتعليقك