إسهامات

شكّل انتصار المسلمين في غزوة بدر الكبرى فاتحة الانتصارات في شهر رمضان؛ شهر الفتوحات والانتصارات والخيرات والتمكين, وما إن تذكر الأحداث المهمة في تاريخ المسلمين والتي حدثت في رمضان؛ فإن أول ما يحضر في بال كل مسلم غزوة بدر الكبرى التي انتصر فيها المسلمون بقيادة رسول الله ﷺ على جحافل الكفر وصناديد الباطل من قريش.

أحداث الغزوة وبداية المعركة

في صبيحة يوم المعركة جعل ﷺ جيشه في صفوف للقتال، وبقي صلى الله عليه وسلم في قبة (عريش) -بمشورة سعد بن معاذ- يدير المعركة، وجعل ﷺ يكثر من دعاء ربه، حتى سقط رداؤه، فأتاه أبو بكر، وقال: يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك؛ فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله عز وجل: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُرْدِفِينَ الأنفال: 9، فخرج وهو يقول: ﴿سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُر القمر: 45.

ورمى صلى الله عليه وسلم المشركين في وجوههم بالحصى، قال تعالى: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ الأنفال: 17، فأثبت سبحانه وتعالى لرسوله ﷺ ابتداء الرمي، ونفى عنه الإيصال الذي لم يحصل برميه صلى الله عليه وسلم. وبدأت المعركة بتقدم عتبة بن ربيعة، وتبعه ابنه الوليد، وأخوه شيبة طالبين المبارزة، فخرج لهم شباب من الأنصار، فرفضوا مبارزتهم طالبين مبارزة بني عمومتهم، فأمر صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب، وعبيدة بن الحارث رضي الله عنه، فقتل حمزة عتبة، وقتل علي شيبة، وأثخن عبيدة والوليد كل واحد منهما صاحبه، ثم مال علي وحمزة على الوليد فقتلاه، واحتملا عبيدة، وتأثرت قريش بنتيجة المبارزة، وبدأت الهجوم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر أصحابه برمي المشركين بالنبل إذا اقتربوا من المسلمين ودنوا.

أسفرت المعركة في بدر التي جرت من أول النهار إلى المساء عن هزيمة ساحقة للمشركين حيث قُتِل منهم سبعون رجلا وأُسِر سبعون، أما الأسرى المشركون فقد توجه بهم المسلمون إلى المدينة، ثم عاد الرسول ﷺ والمسلمون إلى المدينة المنورة بعد انتهاء المعركة وقد بعث الرسول ﷺ رجلين يبشران أهل المدينة بنصر المسلمين على المشركين،  مما جعل أهل المدينة يظهرون الفرح والسرور كبارا وصغارا وتهيأ المسلمون في المدينة لاستقبال رسول الله ﷺ وتهنئته بالنصر والظَّفَر، فرغم قلة عدد المسلمين، ونظرة الناس إليهم على أنهم مستضعفين وأنهم قلة وأذلة إلا أن أنهم هزموا المشركين ونصرهم الله تعالى .

-بتصرف-

المصادر:  

- شبكة الجزيرة الإعلامية.

- كتاب السيرة النبوية رؤية تحليلية ونظرة تفسيرية.

شاركنا بتعليقك