إسهامات

اللغة المزابية أمازيغية قريبة جدا من القورارية والشاوية والشحلية والنفوسية. من خصائصها إمكانية الابتداء بالساكن في مثل الكلمات: تْمَارْتْ، تْفَويْتْ، تْوَارْتْ. ومن الخطأ استهلال كتابة هذه الكلمات بهمزة، قياسا على العربية التي تشترط الابتداء بالمتحرك.

ومن خصائص اللغة المزابية أيضا اجتماع ساكنين أو أكثر كما في الأمثلة السابقة.

تختلف المزابية عن العربية بكون تاء التأنيث تتصدّر الاسم المؤنّث: تَبَجْنَ، تَزِيرِي، تِشْلِي. وقد يكون المؤنث في المزابية مختوما كذلك بتاء: تْفَاوْتْ، تَايْزِيوْتْ، تَغَلُّوسْتْ.

والملاحظ أنّ المزابية من جملة اللغات التي لا وجود فيها لصيغة التثنية.

لقد من الله علينا في السنوات الأخيرة بكوكبة من الباحثين المهتمين باللغة المزابية وآدابها وقواعدها، لم يألو جهدا في نفض الغبار عنها وإحياء ما اندثر منها، خاصة عبر إذاعة غرداية الجهوية، من أمثال الباحث عبد الرحمان حواش وعبد الوهاب فخار والأستاذ يوسف لعساكر والباحث إبراهيم عبد السلام وغيرهم..

وقد عانت هذه اللغة بعد الاستقلال من محاربة الحزب الواحد والنظام الاشتراكي البائد لها، ومن تقزيم شأنها من طرف بعض المشايخ، كما عرفت في الخمسينيات من القرن الماضي عقوق بعض أبنائها الذي كانوا يسخرون ممّن كان يستعمل -مثل النساء- كلمات: تَزَقَّا ، اَدَلِي ، أَحْبَا ...

واللغة المزابية غنية بالأمثال والحكم التي تغنيك عن الكلام الطويل. وفي التراث المزابي قصائد شعرية يتغنّى بها في مناسبات التعاون "تْوِيزَا" كوقت درس الحبوب للفلاحين "إدا اورنان"، ووقت نسج الألبسة والفرش للنسوة وأشعار أخرى خاصة بالأعراس والأعياد.

ولا ينبغي أن نغفل عن الدور الذي قامت به المرأة في الحفاظ قديما على هذه اللغة قبل أن تكون عرضة للغزو الثقافي المتعدّد المصادر والوسائل.

-بتصرف-

المصدر: كتاب الهوية المزابية، يوسف بن بكير الحاج سعيد، ص 8، 9.

شاركنا بتعليقك