إسهامات

لم يتوصل العلم الحديث لمعرفة الأسباب الحقيقية والدقيقة للقولون العصبي على وجه التحديد، وهناك الكثير من النظريات التي تفسر سبب الإصابة بالقولون العصبي، ولكن النظرية الأرجح تقول أن القولون كعضو مهم من الجهاز الهضمي قد يكون حساساً للضغط النفسي وبعض أنواع الأطعمة، وعند زيادة هذه العوامل النفسية والغذائية يختلّ عمله مسبباً ما يسمى بمتلازمة القولون العصبي، وهناك نظريات أخرى تشير إلى أن جهاز المناعة الذي يقوم بحماية الجسم من الجراثيم ربما يكون له تأثير في حالات القولون العصبي.

1. أسباب الإصابة بالقولون العصبي:

الاضطراب الوظيفي لجدران القولون بالتأكيد له أسباب أدت إليه وبالتالي ظهور أعراض القولون العصبي سواء الجسدية أو النفسية، وبعد الإصابة بالقولون العصبي قد تخف أعراضه في فترات معينة وتزيد في فترات أخرى، وما يتحكم بزيادة حدة الأعراض هو التعرض لما يطلق عليه "مُثيرات القولون العصبي"، وهذه المثيرات لا نعني بها الأسباب التي أدت إلى الإصابة بالمرض، وعلى الرغم من أن هذه الأسباب غير واضحة أو مُثبتة علمياً إلا أن أغلبها أسباب بديهية مرتبطة بالأنماط الحياتية المختلفة وطريقة العيش في العصر الحديث، فمن نظام غذائي خاطئ ومفرط وما رافقه من انتشار الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية والسموم إلى الضغوط النفسية المتواترة أو الرفاهية السلبية بعيداً عن الحركة، كل هذا ينعكس سلباً على الجهاز الهضمي مما يؤدي لحدوث المشاكل المعوية كالتقلصات والانتفاخات وفي النهاية تحدث الإصابة بالقولون العصبي.

2. أسباب انتشار القولون العصبي في المجتمعات العربية:

يشير أغلبية المختصين والباحثين إلى انتشار القولون العصبي في العديد من الدول العربية خلال العشرين سنة الأخيرة وقد يكون من أهم وأكثر أمراض العصر انتشاراً وتواجداً، وفي دراسة أجريت في كلاً من اليمن ومصر تبين أن القولون العصبي ينتشر بين السكان بنسبه تصل إلى 40% وهي نسبة مرتفعة خصوصاً أن القولون العصبي في هذه الدول كان نادر الحدوث، وكذلك لأن سكان مثل هذه الدول كانوا يعتمدون في غذائهم على توازن صحي نتيجة تميُّز البيئة ونشاط أهلها الاجتماعي والسكاني، أما في منطقة الخليج العربي فهناك 50% من السكان يعانون من أعراض القولون العصبي، وكل هذه النسب المخيفة لانتشار القولون العصبي في الدول العربية وخاصة دول الخليج إنما حدثت نتيجة لتغير أنماط الحياة وانتشار الرفاهية المفرطة وقلة الحركة والنظام الغذائي السيئ وانتشار مطاعم ما بات يُعرف بالوجبات السريعة وتقلبات المزاج والتوتر العصبي والنفسي وكثير من الأسباب كلها أدت إلى توسع رقعة انتشار مرض القولون العصبي.

3. سوء استخدام الغذاء:

الإفراط في تناول الغذاء وعدم تنظيم أوقات الوجبات الرئيسية وإهمال وجبة الإفطار وجعل وجبة العشاء وجبة رئيسية، وتناول الوجبات الدسمة في أوقات غير مناسبة كتناول الأرز مع اللحم (الكبسة) على العشاء ليلاً وقبل الذهاب إلى النوم، وتوقف النساء عن الطبخ في المنازل وانتشار وجبات المطاعم السريعة والتسابق على تناولها والاستخدام الجنوني للمشروبات الغازية والمنبهات مثل القهوة والشاي.. كل هذه أسباب مهمة قد تشكل سبب رئيس لحدوث القولون العصبي.

4. الضغوط النفسية:

في تسعينات القرن الماضي وبسبب تزايد وتيرة الانفتاح على العالم ودخول عصر السرعة والتكنولوجيا انعكست كل هذه الأمور في أهدافها لتصبح مصدر قلق وتوتر لبني البشر مما أدى لزيادة التوتر النفسي وبالتالي تأثر القولون وحركته مما أدى بالضرورة الإصابة بالقولون العصبي، والكثير من الدراسات الحديثة ربطت انتشار هذا المرض بين الأشخاص المعرضين للضغوط النفسية، فنجد القولون العصبي يكثر بين رجال الأعمال والمضاربين بالأسهم والمدرسين، وبالنتيجة فإن القولون العصبي ينتشر بين أصحاب المهن التي يزيد فيها الضغط والتوتر العصبي كثيراً.

5. زيادة الرفاهية وقلة الحركة:

بسبب تطور الحياة وانتشار وسائل الراحة من سيارات ووسائل نقل حديثة والاعتماد عليها كلياً في التنقل وإهمال الحركة وأهميتها.. كلها عادت بالضرر البالغ وأدت لانتشار القولون العصبي.

والملاحظ أن الإصابة بالقولون العصبي كان مرتبطا بحوادث حياتية معينة مر بها هؤلاء المرضى، وهذه الحوادث قد تكون عاطفية أو عصبية كفقدان حبيب أو موت قريب مثلا.

-بتصرف-

المصدر: موقع الاستشارات الطبية

شاركنا بتعليقك