إسهامات

قد تعانين عند وصول طفلك لسن دخول المدرسة من الصعوبات والمشاكل أثناء محاولة إقناعه بالذهاب إلى المدرسة، فالطفل قبل مرحلة المدرسة يعيش في بيئة المنزل الآمنة صحياً ونفسياً، كما يتمتع بالمعاملة الخاصة والتدليل والاهتمام، فسيتفاجأ الطفل بمجتمع غريب وجديد، بعيد عن الوالدان والإخوة، ويلتقي بأشخاص لم يقابلهم من قبل، فربما يشعر بفقدان الأمان، والذي مع الوقت سيؤدي إلى كراهية الطفل للذهاب إلى المدرسة.

 فانتهاء مرحلة الطفولة المبكرة وبدأ فترة الالتحاق بالمدرسة تعتبر من أهم الأحداث الانتقالية في حياة الطفل، والتي قد تؤثر عليه نفسياً إذا لم يتم إعداده جيداً لتخطي الأيام الأولى من هذه الفترة بنجاح.

1. التحدث الإيجابي:

من المهم جداً التحدث بإيجابية عن المدرسة أمام الطفل، فعلى الوالدين مراعاة التحدث دائماً  عن المدرسة مع الطفل قبل بدء العام الدراسي بوقت كافي، وأنها مكان جميل يتعلم فيه قواعد جديدة، ومع الوقت سيصبح مثل والده، فيتمكن من القراءة والكتابة، وخاصة قراءة قصص الأطفال المصورة والشيقة، التي لطالما أحبها، كما أنه سيُنمّي مهاراته بها كالرسم، هذا فضلاً على أنه سيتمكن من اللعب مع أصدقائه الجدد في الوقت المحدد. كما ينصح أخصائيو التربية وعلم النفس بضرورة تحدث إخوته الكبار أو الأصدقاء معه عن المدرسة وأهميتها، فربما يتهيأ الطفل نفسياً أكثر لتقبل المدرسة، كما أنه عليكِ أيتها المربية مشاركة طفلك في الحديث وليس الاستماع إليه فقط، أي اجعليه يتخيل يومه الدراسي وكيف سيسير، مع النقاش معكِ حول الأسباب التي تقلقه من الذهاب إلى المدرسة.

2. قواعد المدرسة والزي المدرسي:

على الوالدين أن يتحدثا مع الطفل عن أهمية قواعد المدرسة والنظام، كما يجب ترغيب الطفل على ارتداء الزي المدرسي الذي سيلازمه طوال أشهر المدرسة، والذي يساعد على الانضباط والتحصيل العلمي.

ويمكن مشاركة الطفل في شراء واختيار حقيبة المدرسة على أن تكون مناسبة للقواعد، كما أنه من الهام مشاركة الطفل في شراء أدوات المدرسة كالأقلام والكتب.

3. استفيدي من أسئلته المتعددة:

استفيدي من أسئلة طفلكِ المتعددة حول كل ما يتعلق بالحياة العامة، كسؤال الطفل عن كيف بدأت الحياة؟ أو لماذا أصدقائي لا يكونون من عائلتي؟ أو لماذا السماء زرقاء؟ وغيرها..، فيمكنكِ الاستفادة من تلك الأسئلة لترغيب الطفل في دخول المدرسة، فعليكِ وقتها الرد على أسئلته بصورة بسيطة ومفهومة، مع وعده بأن يعلم المزيد من الإجابات عندما يذهب إلى المدرسة...

4. إفطار لذيذ ومحبب:

لتشجيع الطفل على الذهاب إلى المدرسة نَوِّعي له يومياً في وجبة الإفطار المنزلي واللمجة المدرسية، على أن تكون وجبة كاملة العناصر الغذائية الهامة.

قدمي له طعاماً صحياً ولذيذًا في نفس الوقت، واحرصي دائماً على مراقبته عند تناول الطعام في المنزل، وتحفيزه على تجربة الطعام الجديد الصحي، ولا تنسي إعداد اللمجة بشكل جذاب ووضعها في أكياس نظيفة، مع مراعاة وضع بعض ثمار الحلوى أو الفاكهة المفيدة لتحفيز الطفل على تناول اللمجة بالكامل، ولا تنسي أيضا تخصيص الماء اللازم له أثناء اليوم الدراسي في قنينة مريحة، يستطيع فتحها وإغلاقها بكل سهولة، كما ننصحكِ بمتابعة طعام الطفل مع المعلم أو المعلمة الخاصة به، لتعرفي السبب سريعاً إذا لم يتناول الطفل يوماً ما طعامه.

ومن المهم التحدث مع الطفل على أهمية تناول اللمجة داخل لتساعده على التركيز الكامل في المدرسة، وليستطيع اللعب مع أصدقائه بكامل نشاطه.

5. عدم الشعور بالارتياح والأمان:

يعاني طفلكِ في أيام المدرسة الأولى بعدم الشعور بالأمان، بسبب وجود أشخاص غرباء عليه يقابلهم لأول مرة، كما أنه يكون مطالباً بإتباع أوامر المعلمين، والقواعد التي لم تفـرض عليه من قبل في فترة الطفولة المبكرة، لهذا فعليكِ أن تقومي مسبقاً بتهيئة الطفل على قواعد هذا المجتمع الجديد.

يرى أخصائيو التربية أنه من المفيد أن يصطحب الوالدان الطفل إلى المدرسة قبل ميعاد بدء العام الدراسي، ليتعرف على الجو العام للمدرسة بصحبة والديه اللذان يكونان درع الأمان والاطمئنان له، كما يُحذر بتجنب تهديد الطفل بالمدرسة كعقاب على خطأ قد ارتكبه، أو كعقاب للتخلص من شقاوته، لأن المدرسة ستصبح حينها أداة للعقاب وليس للدراسة في نظره، وسيكره الطفل الذهاب إلى المدرسة مع الوقت.

-بتصرف-

المصدر: موقع مجلة حياتك

شاركنا بتعليقك