إسهامات

اختلفت الآراء حول المواد الملونة والتي تُدرج أكثر فأكثر في الصناعات الغذائية، فاللون أكثر ما يلفت الانتباه ويضفي في ذهن المستهلك نكهة وهمية فنحن نأكل بأعيننا على ما يبدو، فهل يمكنك تخيل مثلجات شفافة بلا لون؟ إذ لا بد أن تثير هذه الألوان شهيتنا كما قد يفعل كوب غني بكرات من البوظة الحمراء والصفراء والبرتقالية.

ما هي حقيقة هذه الملونات؟

الملونات مواد مضافة وبدون فائدة غذائية تضاف للأطعمة المحضرة من أجل إعطاء المنتج أو الصنف لونا خاصا به دون ذكر عمليات الغش وخداع المستهلك عبر إيهامه مثلا بأن الصنف يحتوي على الطماطم في حين لا يحتوي إلا على لونها الأحمر مثلا!

الأمر الجدير بالذكر أنه قبل السماح باستعمال أو تسويق هذه المواد على الصعيد الوطني والعالمي يجب أن تطابق بعض الشروط الصارمة كأن تخضع لاختبارات السُمية على المدى البعيد والقصير، أو إذا كانت المواد المذكورة تسبب السرطانات أو مشاكل تناسلية بالتالي يتم تحديد الجرعة أو الكمية (غير الآمنة) وتقسيمها على 100 جرعة على الأقل للحصول على الجرعة اليومية السليمة لدى الإنسان (ملغ / كغ من الوزن في اليوم الواحد).

حقائق مسلم بها

- حقيقة أننا نتخطى هذه النسب المحدودة باستهلاكنا منتجات مختلفة تحتوي على مادة أو أكثر من المواد الكيماوية المضافة.

- الأطفال هم الشريحة المهمة في الأمر حيث تشدهم الألوان والنكهات الموجودة في أصناف الحلوى والسكاكر والمشروبات، فهذه الملونات تسبب مشاكل عديدة أهمها الحساسية سواء جلدية أو تنفسية.

- من المستحيل الاستغناء عن المواد الحافظة خاصة في اللحوم الباردة والمعلبة لأنها ضرورية لمنع تكاثر البكتيريا في المنتج مع أنها الأكثر خطورة بين فئات المواد الكيماوية المضافة ومنها ما يسبب السرطان.

المواد الكيميائية في الأغذية

قام العديد من الأفراد مؤخرا بتناقل وتعميم رسائل حول المواد الخطيرة و السامة التي تكاد تكون موجودة بجميع الأغذية والأطعمة الجاهزة التي نتناولها يوميا، وقد تم ذكر المــواد الحافظة بالأخص ودورها في المساهمة بالإصابة بالسـرطانات وإضعاف الجـهاز المناعي والاختلال النفسي والعصـبي.

وتكمن المشكلة في أن أغلب الأفراد لا يعرفون الحقيقة، علماً بأن معرفة طبيعة وحجم مشكلات المواد الكيميائية في الأغذية هي معرفة ناقصة على الصعيد العالمي، كما أن المعطيات (البيانات) المتعلقة بالترصُّد والمراقبة والتلوُّث الغذائي الكامن هي معطيات متناثرة.

ولا يَخْفَى أن ضمان السلامة الغذائية هو أحد الالتزامات الأساسية لأي سلطة مختصة بمراقبة الأغذية، ولاسيَّما في ضوء متطلبات اتفاق منظمة التجارة العالمية حول التدابير الصحية العامة والتدابير الخاصة بصحة النبات والغذاء.

ومن الشائع أن أصابع الاتهام تشير إلى هذه المواد الكيميائية والتي تدخل ضمن غذائنا اليومي، فكيف يمكن للجهات المختصة أن تسمح بتناول مواد قد تشكل خطرا على صحة المستهلك؟

كيف تستطيع الشركات حل هذه المشكلة؟

الشيء الأهم الذي تستطيع الشركات أن تفعله هو الابتعاد عن استخدام الملونات الغذائية الصناعية المسببة للسرطان والتحول إلى استخدام ملونات الغذاء الطبيعية وهي متعددة.

علما ً أنه لا يترتب على ذلك أية زيادة في التكاليف نتيجة استخدام الملونات الطبيعية لأنه يمكن إنتاج هذه المواد بشكل رخيص في الكثير من الدول، وفيما يلي بعض أنواع الفواكه والماد الغذائية التي يمكن أن تستخدم لإنتاج الملونات الغذائية:

العنب الأزرق والبنفسجي.

العنبية (نوع من التوت) بألوانه الأزرق والبنفسجي.

التوت البري (كرانبري) لون أحمر و برتقالي.

التوت: لون أحمر

الهندباء البرية: لون أصفر

البابونج: لون أصفر

الزعفران: لون أصفر

الكلوريلا (نوع من الطحالب): لون أخضر

سبيرولينا (نوع من الطحالب): لون أخضر

هذا مجرد عدد قليل من مئات الأصباغ الطبيعية التي يمكن استخدامها في الصناعات الغذائية بدلا ً من الأصباغ المصنوعة من مواد بتروكيماوية مسببة للسرطان في هذه الصناعات والتي يتم استخدامها، ويبقى الأفضل دائما الغذاء الصحي الطبيعي المكون من اللحوم الطازجة والخضار والفواكه والعصائر الطبيعية بدلا من المعلبة، فهل يجب أن يكون شراب الورد بلون (وردي، أو زهري زاهي) أو أحمر أو لربما الزبدة باللون الأصفر الشديد لضمان اللذة والمذاق والجودة في الصنع كما نعتقد، ليست بالضرورة كذلك أبدا.

-بتصرف-

المصدر: موقع جريدة الطبيب

شاركنا بتعليقك