إسهامات

تلعب العواطف دوراً كبيراً في صحة الإنسان، سواء صحته الجسدية أو النفسية، وهناك العديد من الأمراض النفسية التي تتعلق باضطراب العواطف والوجدان، فالاكتئاب والهوس والقلق، والرهاب أو الخوف، والوسواس القهري، كلها ذات علاقة وثيقة بالعواطف والمشاعر.

وهناك صلة وثيقة بين العواطف ووظائف جسم الإنسان، فالشخص القلق أو الخائف، المقبل على عملية جراحية لسبب ما، ربما يكون أكثر عرضة للمضاعفات الطبية من الشخص الهادئ المطمئن، وقد يحتاج لمدة أطول من النقاهة بعد الجراحة، أو يحتاج لكمية أكبر من المسكنات الدوائية.

وقد يكون سبب هذه العلاقة بين عواطف الشخص وصحته الجسدية أن القلق يرفع مستوى بعض هرمونات غدتي النخامية والكظر، وبالتالي يُغيّر بعض الوظائف الحيوية؛ كضغط الدم وغيره، مما يزيد الإصابة ببعض الاختلاطات.

والأمراض النفسية البدنية كالربو، والصداع، والاضطرابات المعدية أو الهضمية تزداد عند من يعاني من صعوبات عاطفية كالقلق أو التشاؤم، والتوتر المستمر، أو العيش في جو خالٍ من الثقة.

والواقع أن أكثر العواطف تأثيرا سلبيّاً على الصحة هي: الغضب، والقلق، والاكتئاب، رغم أننا لا نعرف بدقة آلية حدوث تلك التأثيرات.

لذا تحتاج النفس البشرية إلى الترويح والاستجمام الذي يُثمِر الانبساط وإزالة التعب وإدخال السرور على النفس، والانتقال من حال النكد إلى حال الانشراح، فالدين الإسلامي قد راعى طبيعة الإنسان، فجعل لهذا المخلوق المكلف الضعيف فسحة من الأمر، وجعل لهذه الفسحة ما يضبطها، فأباح له بعد الجد والكدح أن يأخذ شيئاً من الاستجمام واللهو المباح، يريض به جسمه، ويستعيد به نشاطه، ويريح عقله وفكره، ويعيد له صفاءه وتوقده، والترويح المباح شرعاً واسع المساحة متنوع المظاهر والألوان.

المصدر: كتاب الثقافة الصحية، د. حسان شمسي باشا، صفحة 183-184.

شاركنا بتعليقك